كأي مواطن كويتي يتمتع بطموح الشباب لطالما كان يراوده حلم التخرج من الجامعة ومن ثم الانخراط في خدمة مجتمعه ووطنه من خلال الالتحاق بالعمل ليفخر دوما بكونه جنديا يتطلع قدماً لخدمة بلده تحت ظل راية حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى.

       فبعد ان منً الله علي بنعمه، استطعت أن أحقق حلمي بالاستقلال الذاتي ونجحت بتأسيس شركتي في مجال الهندسة والمقاولات، فكان لي شرف اصطحاب أطفالي لأكون لهم الأب النموذج، ونعم القدوة لهم ولأبناء هذا الوطن المعطاء جيل المستقبل.

       لطالما راودني ذلك الشعور وانا أتجول بسيارتي مصطحبا أبنائي الصغار في جولاتي داخل ربوع هذا الوطن ليشاهدوا ويتلمسوا عن قرب إنجازاتي التي كانت يوما رسماً وحبراً على الورق لتصبح هذه المخططات والمجسمات واقعاً عملياً ملموساً كمعالم قائمة يشار إليها بالبنان فتسمعهم يتنادون ويتغامزون بفخر فيما بينهم :

فيشير الصغير بأصبعه من النافذة الى معلم او مبنى هذا شغل أبوي المهندس ...

وترد عليه أخته الأكبر هذا المشروع شغل شركة أبونا للمقاولات...

 ولتتردد عبارات أخرى بكل فخر هذا الصرح المميز من إنجازات شركة أبونا للمقاولات

وانا أجاريهم مبتسما بصحة هذه المعلومة او تلك، وأحياناً أضيف عليها فأقوم بعمل المرشد او الدليل السياحي لهم، لأقص عليهم قصصاً عن المشاريع التي أنجزناها لتبقى راسخة في أذهانهم لتشكل ذاكرة هذا الوطن القائمة، ولتكون حافزاً لهذا الجيل على الأخذ بأسباب العلم للحاق بركب الحضارة والتقدم والرقي.